هل يتم اعلان عودة المسيح له المجد من خلال الفيسبوك والاعلام الفضائي ؟؟

 هل يتم اعلان عودة المسيح له المجد من خلال الفيسبوك والاعلام الفضائي ؟؟








هذه مسالة مهمة اخرى تطرح هنا على طاولة النقاش وفيها فائدة كبيرة للقراء .. ومن المهم ان نوضح قضية الصوت العظيم او البوق والتي اشير اليها في الكتاب المقدس .. حيث جاء هذا المعنى على لسان يسوع المسيح له المجد في الانجيل : (وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ.فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا.) متى 24 : 30-31 نلاحظ هنا انه بعد ظهور علامة ابن الانسان ومجيئه في السحاب تاتي مرحلة ارسال الملائكة ببوق عظيم الصوت لاجل جمع المختارين من اطراف الأرض .. وهنا يبرز سؤال : هل هم ملائكة بالفعل ؟..الجواب ان الملائكة معروف ان عملهم انهم يتلقون الاوامر من السماء ليطبقونها او ينفذوها على لأرض مع الساكنين عليها ، هم مخلوقات نورانية خلقها الله تعالى ومهمتهم تختلف عن مهمة البشر فهم يطيعون الله ولا يخلفونه على عكس البشر .. ولكن الكتاب يصف بعض البشر انهم مثل الملاك واكيد انهم ليسوا بشر عاديين بل هم اناس مقدسين وانبياء مثل يوحنا المعمدان الذي جاء ذكره في سفر ملاخي : (هأَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ، وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُود ) ملاخي 3 : 1 .. والمعروف ان هذا النص من السفر المقدس يتحدث عن يوحنا المعمدان الذي كانت مهمته تكمن في تهيئة الطريق للمسيح في مجيئه الاول ، فأذن يصح اطلاق وصف الملاك على بعض البشر وليس جميعهم بكل تأكيد .. اعود الى كلام المسيح حول البوق العظيم وان الرب يرسل ملائكة ليبوقوا بصوت عظيم لجمع المختارين في مجئ ابن الأنسان ، واقول ان المقصود من هؤلاء الملائكة هم تلاميذ المسيح وانصاره ومن تكون على عاتقه اعلان دعوة المسيح الثانية حين يبزغ فجرها ويحين موعدها .. اذن هم المصوتين بالبوق كي يعلنوا عودة المسيح الى الأرض وانه يجمع انصاره ومختاريه للأستعداد ليوم الخلاص ومواجهة اعداء المسيح واعداء المشروع الالهي ومملكة الرب العادلة .
و هنالك نصوص اخرى حول هذا الصوت او النداء العظيم حول عودة المسيح منها الأبرز وهو ما ورد في رؤيا يوحنا مرة اخرى يقول : (ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ، قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ ) رؤ 14 : 6-7 . هذا مضمون آخر للنداء السماوي للساكنين على الأرض ان يخافوا الله ويؤمنوا بمسيحه الآتي قريبا جدا .. والأشارة الى ساعة الدينونة هي اشارة الى يوم الخلاص فالمسيح يدين العالم اولا ويحاسبهم الى جنب قديم الأيام قبل الدينونة الكبيرة او القيامة الثانية للاموات سيحاسبهم حسابا كبيرا كما قلنا ، وان السجود هو تجلي عظيم للعبودية ، وهو درجة كبيرة من درجات العبودية ولا يكتمل هذا السجود ولا يصل الى مرحلة متقدمة من مراحل الخضوع للرب الا بالأيمان بالاناس الألهيين الذين يرسلهم الرب الى العالم لتغييره من الشر الى الخير ومن الظلم الى العدل والانصاف .
وأن عبارة " يبشر الساكنين على الأرض وكل قبيلة وامة ولسان وشعب "يعني ان هذا النداء او الصوت العظيم سيكون بكل اللغات في العالم وسيصل الى اكبر قدر ممكن من اصناف الناس والساكنين على الأرض .. ما دام النداء سماويا فيجب ان يكون عادلا في اتجاهاته أي لا بد ان يعرف به جميع الشعوب في العالم وبكل اللغات وهذا ما يجعله نداءا عظيما سماويا .
ومعنى وصفه بالنداء السماوي ان مصدره السماء ومرجعه الى الآب والى الخالق العظيم اله السماء والأرض .. لكنه لا يكون عن طريق اعجازي أي تسمع الناس صوت الملاك جبرئيل مثلا في الصباح الباكر ان اعدوا الطريق للمسيح الثاني ...او ملاك آخر ... لان صوت الملائكة لا يمكن سماعه من قبل البشر الا ان يكون انساناً مقدساً كما قلنا .. ان الملاك تكلم مع زكريا في بشارته ليوحنا وكذلك تحدث ملاك الرب مع العذراء ..لكنه لا يتحدث مع أي كان ليس عموم البشر ابداً ..واذا كان هنالك نداء ما عام للبشر مثل النداء بدعوة المسيح الثانية في المجيء الثاني لا بد انه سيكون عن طريق الوسائل الطبيعية والامكانات البشرية التي تناسب قوانين الارض والساكنين عليها من بني البشر كي يسمعه الناس دون استثناء فتكون الرسالة الألهية واصلة الى الجميع ليكون حسابهم على ضوء ما وصل اليهم .
والمقصود من قولنا " الامكانات البشرية والوسائل الطبيعية معناها الوسائل التي تناسب كل عصر من العصور التي تظهر فيه الدعوة ..فمثلاً في زمان يوحنا المعمدان كانت وسائل الاعلام هي المعمودية مثلا وكانت الوسيلة الناجحة والفريدة لان الناس تجتمع حول رجل الدين والكاهن يوحنا والذي كان معروفا بعبادته وزهده لتسمع منه موعظة ما وكانت هذه الموعظة هي الدعوة الى التوبة والاستعداد لمجيء ملكوت الله واستقبال المسيح المخلص الالهي .. كانت وسيلة ناجحة الى حد كبير والدليل الضجة التي اثارها في المجتمع اليهودي آنذاك حتى وقف ضد دعوته رجال الكهنوت اليهودي بكافة اصنافه وقاموا بالوشاية ضده للحاكم هيرودس وتآمروا عليه مؤامرة كبيرة علىالرغم من انه لم يكن يملك من وسائل النشر الا المعمودية وحدها وحلقات التدريس ربما والتلاميذ الذين من حوله .. عمل كل تلك الضجة والحركة الكبيرة ، اما بالنسبة الى زماننا هذا فان وسائل النشر اكيد انها تختلف وليس الآن فحسب بل هي منذ قرون عديدة ظهرت وسائل اعلان عديدة ومن يريد ان يعلن عن شيء ما فانه يلجأ الى تلك الوسائل الأعلامية المتاحة .اما في عصر المجيء الذي اثبتنا اننا نعيشه بعد تحقق اكثر العلامات المذكورة في الكتاب فان وسائل اعلان مجيء المسيح امامنا كثيرة ومتعددة كالتلفاز او الاعلان المرئي والفضائي او حتى وسائل النشر الألكترونية كمواقع التواصل الأجتماعي والانترنت وهي تصل الى جميع الناس على اختلاف انتمائاتهم وتوجهاتهم الفكرية والاجتماعية والسياسة ، وكل الثقافات ... أننا اليوم نرى بام اعيننا ان الخبر ينتشر من خلال هذه الوسائل اسرع من لمح البصر وبكل اللغات دون استثناء وبرمشة عين يكون الحدث الذي في المشرق معلنا في المغرب .. وهي احد مصاديق ما قاله يسوع المسيح له المجد : ( لانه كما ان البرق يخرج من المشارق الى المغارب هكذا يكون ايضا مجيء ابن الانسان ) متى 24 : 27 – 28 .
اذن اقرب وسيلة لتحقيق النداء الالهي بمجيء المسيح وبدء اقامة مملكته على الأرض هو النداء السماوي الذي يرمز الى الأعلام الفضائي ممكن ..وايضا لا يمنع من ذكره او الاعلان عن دعوته من خلال الانترنت والتواصل الأجتماعي اليوم ... وهنالك مسالة مهمة جدا وهي ان المسيح او الكاتب المقدس كما قلنا مسبقا يتحدث بلغة العصر ويصلح لكل العصور ، فلو قال المسيح انه سياتي اعلان مجيئه من خلال التلفاز او الأعلام الفضائي سيكون صعب القبول والفهم على الناس في تلك العصور لذلك تمت الأشارة الى النداء السماوي والملائكي وهي شفرة مضمنة في النص ان النداء السماوي يرتبط باعلام سماوي بمعنى ان الوسيلة التي سيعلن بها الرب بدء مراحل الملكوت المرتقب الى الناس والمؤمنين المنتظرين له بفارغ الصبر يكون من خلال وسيلة لها علاقة بالسماء وهي بحسب الفهم العلمي المتطور اليوم اقرب الى القنوات الفضائية او أي وسيلة فضائية جديدة قد تستحدث في قادم الأيام . 
عرض أقل

0 التعليقات: